كيف أجمع بين هذين الحديثين ؟

من طرف **راجية عفو الله** الأحد 02 مايو 2010, 2:53 am

السلام عليكم ورحمة الله

حياكم الله شيخنا الجليل وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خيرًا

كيف أجمع بين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر إن شاء الله "

وحد يث : "لايقل أحدكم اغفر لي إن شئت 000 " إلى اخر الحديث

شكر الله لكم وجزاكم خيرًا

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

ورد النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة في قوله -صلى الله عليه وسلم- : (( لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، ارحمني إن شئت ، ارزقني إن شئت ، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء ، لا مكره له )) أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه (7477) . ولمسلم : (( ... وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه )) (2678).

وهذا على إطلاقه ، فإنّ تعليق الدعاء بالمشيئة يدلّ على ضعف في العزم ، أو أن الداعي يخشى أن يُكره المدعوّ ، والله سبحانه وتعالى لا مكره له ، كما في الحديث

أما في الحديث الثاني وهو:" ذهب الظمأ، وابتلت العروق، [size=25]وثبت الأجر إن شاء الله" رواه أبو داود وغيره. انظر: صحيح الجامع الصغير 4/209 للألباني.

فهذا الأسلوب أسلوب خبر ، والخبر في مثل هذا يحسن تعليقه على المشيئة ، مثال ذلك أن تقول : فلان رحمه الله، أو اللهم ارحمه، فلا يصح أن تُقيّد ذلك بالمشيئة. بخلاف ما إذا قلت : فلان مرحوم ، أو فلان في الجنّة، فإنه لابدّ من التقييد بالمشيئة؛ لأن الأوّل دعاء ، والثاني خبر ، ولا يملك الإنسان الإخبار عن الغيب، فإن أخبر عن ما يرجوه وجب تقييد ذلك بالمشيئة .والله أعلم

[/size]