بحـث
المواضيع الأخيرة
عند اختلاف العلماء بين التصحيح والتضعيف
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عند اختلاف العلماء بين التصحيح والتضعيف
ماهو موقفنا عند اختلاف العلماء بين التصحيح والتضعيف ؟
معلمة العقيدة- المشرفين
- الجنس :
عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 03/06/2010
العمل/الترفيه : حاصلة على إجازة في العقيدة
رد: عند اختلاف العلماء بين التصحيح والتضعيف
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فالأصل ان التصحيح والتضعيف في الحديث لا يقبل إلا ممن كان متأهلا له من العلماء الذين لهم علم ودربة ومران على هذا الأمر، وقد شدد بعض العلماء في ذلك حتى سدوا باب التصحيح والتضعيف وجعلةه قاصرا على الأقدمين، وبه قال الإمام العلامة ابن الصلاح كما جاء في مقدمته المشهورة (مقدمة ابن الصلاح) قال: "فآل الأمر إذاً في معرفة الصحيح والحسن إلى الاعتماد على ما نص عليه أئمة الحديث في تصانيفهم المعتمدة المشهورة التي يؤمن فيها لشهرتها من التغيير والتحريف، وصار معظم المقصود بما يتداول من الأسانيد خارجاً عن ذلك إبقاء سلسلة الإسناد التي خُصت بها هذه الأمة." انتهى ص28.
ويقول السيوطي في التدريب: " فالحاصل أن ابن صلاح سد باب التصحيح والتحسين والتضعيف على أهل هذه الأزمان لضعف أهليتهم." انتهى 1/149.
وهذا الذي ذهب إليه ابن الصلاح خالفه فيه أكثر العلماء من زمنه إلى يومنا هذا. يقول الإمام النووي بعد قول ابن الصلاح: من رأى من هذه الأزمان حديثاً صحيح الإسناد في كتاب أو جزء لم ينص على صحته حافظ معتمد لا يحكم بصحته لضعف أهلية أهل هذه الأزمان. يقول الإمام النووي : " والأظهر عندي جوازه لمن تمكن وقويت معرفته."
وقال العراقي: " وما رجحه النووي هو الذي عليه عمل أهل الحديث، فقد صحح جماعة من المتأخرين أحاديث لم نجد لمن تقدمهم فيها تصحيحاً..." ينظر: التقييد والإيضاح.ص29
ويقول السيوطي: " قال شيخ الإسلام (ابن حجر) قد اعترض على ابن الصلاح كل من اختصر كلامه وكلهم دفع في صدر كلامه...." التدريب" انتهى 1/145.
فإذا اختلف العلماء في التصحيح والتضعيف فالعبرة بالدليل عند كل فريق، فمن قوي دليله قدم حكمه على الحديث على حكم من ضعف دليله، وقد حدثني بهذا مشافهة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد معبد أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر.
وهذا الذي ذكرناه خاص بالمجتهدين في علم الحديث أو طلاب العلم المتمكنين في هذا الباب من العلم والذين لديهم القدرة على الترجيح بين الحجج التي يحتج بها للتصحيح والتضعيف.
أما العوام الذين لا علم لهم بذلك فمذهب كل واحد منهم مذهب من يفتيه، واختياره من يفتيه مبني على قدرته على التمييز بين العالم وغيره إما بناء على الورع أو العلم أو الشهرة اختلفت في ذلك أقوال العلماء.
وليعلم أن التصحيح والتضعيف أمر نسبي اجتهادي كسائر المسائل التي ليس عليها دليل قطعي، فمن صحح حديثا ضعفه غيره فكل واحد منهما قد حكم عليه بما غلب على ظنه، وإلا لو كان حكمه قطعيا لما جاز فيه الخلاف أصلا.والله أعلم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فالأصل ان التصحيح والتضعيف في الحديث لا يقبل إلا ممن كان متأهلا له من العلماء الذين لهم علم ودربة ومران على هذا الأمر، وقد شدد بعض العلماء في ذلك حتى سدوا باب التصحيح والتضعيف وجعلةه قاصرا على الأقدمين، وبه قال الإمام العلامة ابن الصلاح كما جاء في مقدمته المشهورة (مقدمة ابن الصلاح) قال: "فآل الأمر إذاً في معرفة الصحيح والحسن إلى الاعتماد على ما نص عليه أئمة الحديث في تصانيفهم المعتمدة المشهورة التي يؤمن فيها لشهرتها من التغيير والتحريف، وصار معظم المقصود بما يتداول من الأسانيد خارجاً عن ذلك إبقاء سلسلة الإسناد التي خُصت بها هذه الأمة." انتهى ص28.
ويقول السيوطي في التدريب: " فالحاصل أن ابن صلاح سد باب التصحيح والتحسين والتضعيف على أهل هذه الأزمان لضعف أهليتهم." انتهى 1/149.
وهذا الذي ذهب إليه ابن الصلاح خالفه فيه أكثر العلماء من زمنه إلى يومنا هذا. يقول الإمام النووي بعد قول ابن الصلاح: من رأى من هذه الأزمان حديثاً صحيح الإسناد في كتاب أو جزء لم ينص على صحته حافظ معتمد لا يحكم بصحته لضعف أهلية أهل هذه الأزمان. يقول الإمام النووي : " والأظهر عندي جوازه لمن تمكن وقويت معرفته."
وقال العراقي: " وما رجحه النووي هو الذي عليه عمل أهل الحديث، فقد صحح جماعة من المتأخرين أحاديث لم نجد لمن تقدمهم فيها تصحيحاً..." ينظر: التقييد والإيضاح.ص29
ويقول السيوطي: " قال شيخ الإسلام (ابن حجر) قد اعترض على ابن الصلاح كل من اختصر كلامه وكلهم دفع في صدر كلامه...." التدريب" انتهى 1/145.
فإذا اختلف العلماء في التصحيح والتضعيف فالعبرة بالدليل عند كل فريق، فمن قوي دليله قدم حكمه على الحديث على حكم من ضعف دليله، وقد حدثني بهذا مشافهة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد معبد أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر.
وهذا الذي ذكرناه خاص بالمجتهدين في علم الحديث أو طلاب العلم المتمكنين في هذا الباب من العلم والذين لديهم القدرة على الترجيح بين الحجج التي يحتج بها للتصحيح والتضعيف.
أما العوام الذين لا علم لهم بذلك فمذهب كل واحد منهم مذهب من يفتيه، واختياره من يفتيه مبني على قدرته على التمييز بين العالم وغيره إما بناء على الورع أو العلم أو الشهرة اختلفت في ذلك أقوال العلماء.
وليعلم أن التصحيح والتضعيف أمر نسبي اجتهادي كسائر المسائل التي ليس عليها دليل قطعي، فمن صحح حديثا ضعفه غيره فكل واحد منهما قد حكم عليه بما غلب على ظنه، وإلا لو كان حكمه قطعيا لما جاز فيه الخلاف أصلا.والله أعلم.
الشيخ علي ونيس- المشرفين
- الجنس :
عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 11/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 16 أكتوبر 2010, 7:08 pm من طرف راجية عفو الله
» إمام سجد سجدة واحدة في الركعة الأخيرة ولم يسجد للسهو فهل يجوز للمأموم أن يسجد للسهو ؟
الثلاثاء 28 سبتمبر 2010, 9:23 am من طرف الشيخ علي ونيس
» زوجها يهددها بالطلاق لو لم تسمع له
الثلاثاء 28 سبتمبر 2010, 9:01 am من طرف الشيخ علي ونيس
» ماهو القول الصحيح في تحريك السبابة في التشهد؟
الأحد 26 سبتمبر 2010, 11:28 am من طرف الشيخ علي ونيس
» الحكمة النبوية من النهي عن الغضب
الثلاثاء 21 سبتمبر 2010, 1:36 pm من طرف راجية عفو الله
» سؤال عن اعتكاف الزوجة
السبت 18 سبتمبر 2010, 12:26 am من طرف الشيخ علي ونيس
» ما كحم تعليق الصور على الجدران ؟
السبت 18 سبتمبر 2010, 12:18 am من طرف الشيخ علي ونيس
» أفيدوني بالله عليكم
الثلاثاء 14 سبتمبر 2010, 1:13 pm من طرف الشيخ علي ونيس
» ماصحة حديث إن القلوب لتصدأ
الإثنين 13 سبتمبر 2010, 7:01 pm من طرف الشيخ علي ونيس